ظلمني والله ابن عمران، وحبسني، أفترى أن صلاتي عليه، إجلالًا له؟ والله لا أفعل. ماذا أقول عليه من الدعاء. وقد ظلمني. وكان معه قرآن، وإسلام. أقول عليه: اللهم انفعه بالإسلام. أقول هذا مرة. وأقول هذا مرة. قال ابن أبي الوليد: وأتيت ابن طالب تلك العشية. فقال لي: مات ابن عمران. لقد بلغني أنه كان يقول: إني لا أحب أن أموت في عزي، ونحو هذا الكلام، على النكير منه عليه. إنما العز لمن كان معه القرآن والعلم. هذا العزيز. وأما من كان معه عز السلطان، فليس بعزيز في داره. فكان يجهر بالقراءة بترتيل. وكذلك التسبيح حتى يسمعه من يليه في الصف الآخر. وصلى على جنازة بعض أصحابه، فأطال عليهم القيام، جدًا مجتهدًا في الدعاء، حتى ملّ الناس من طول قيامه. فكُلِّم في ذلك. فقال: كان لي صديقًا، فأردت أن أخلص له في الدعاء، وأجتهد له. لأنه رُوي عن بعض أصحاب النبي ﷺ، أنه فعل مثله فاقتديت به. وكان ابن الأغلب، قد فوض إليه النظر في الولاة والجباة، والعدل والولاية، وقطع المناكير. ومن سيرة ابن طالب فيما حكاه عنه أبو بكر المالكي: أنه جعل على أكتاف اليهود والنصارى، رقاعًا بيضًا. فيها: صور قرد وخنزير. وعلى أبواب دورهم ألواح
مسمرة، فيها صورة قرد. وضيق على أهل القيروان في الملاهي.
قال بعضهم: كنت أنظر الى أبي العباس بن طالب، إذا تفرغ من القضاء بين الناس، قدم فوقف وحول وجهه الى القبلة، ثم بسط كفيه، فنظرت الى دموعه وهي تجري على خديه، ولحيته، وهو يقول: اللهم إن كان مني زلة أو هفوة أو أصغيت بأذني، الى خصم دون خصم، أو مالت نفسي الى خصم دون خصم، فأسألك أن تغفر لي ذلك، ولا