حائط المقصورة فخرج إلينا، رسوله يقول: ما تقولون في ابن طالب: فتكلم فيه قوم، بينه وبينهم شيء. وأوقعوا فيه شهادات منكرة. سمعت الأمير من خلف الحائط ينكر عليهم قولهم، يقول: ولا هذا كله، ولا هذا كله. وتحزى قومٌ الكلام، مثل حمديس، ويحيى بن عمر، وأثنى عليه آخرون مثل سعيد بن الحداد، وقاسم ابن أبي المنهال. قال حمديس: ولقد أحضرني ابراهيم، عند عزل ابن طالب من قضائه الأول، وأحضر إسحاق ابن ابراهيم بن عبدوس، وأحمد بن أبي المنهال، وأحضر ابن طالب، والقاضي سليمان بن عمران.
وقد أحضر سليمان يومًا للشهادة على ابن طالب. فمنهم ابن عبدون وغيره. فجعل ابراهيم يسأل ابن طالب، فيحتج ابن طالب. فرد الأمير حجته. ويتكلم سليمان بن
عمران، بما لا تقوم به حجة، على ابن طالب. فجعلها الأمير، له حجة. فلما رأى ذلك ابن طالب، سكت. قال حمديس: فرأيت أن السكوت لا يسعني، وقلت: إنما أحضرنا للكلام، فقلت بإذن الأمير مرة، وأخرى، فلم يجبني. ثم قلت: أقول الثالثة. فإن لم يجب فهي حجة لي عند الله. فحوّل إليّ وجهه، وقال: هات كلامك. وكان الأمير يطلبه بأمر التركة، التي تولاها ابن طالب، وفرق ثلثها بتفويض الأمير، فقال له: ضمنتك جميع التركة. فقلت للأمير: خذ ما تحب. فقال لي: وما نحب. قلت: قال الله تعالى: مما قلّ منه أو كثر نصيبًا مفروضًا. فلو أوصى الميت ألا يدفع ما أوجب الى وريثه، لم يكن له ذلك في سنة المسلمين. فقال ابراهيم: أمرتُه أن لا يدفع الى الورثة شيئًا. فقلت: أمر الله فوق أمر الأمير. فقام إليّ بلاغ الخادم، مغضبًا ليهم بي، فكلمه الأمير بالصقلبية فانكف. وقلت: ليس لك عليه سبيل إلا في الثلث الذي فرضت إليه. فإن كان أنفذه في وجوهه، فلا سبيل لك عليه. وطال المجلس، وأخذ الأمير ضامنًا على ابن