الكتب في الفقه، والآثار. صحيحها. وكان يشبه سحنون في هيبته. وكان مهيبًا. قال غيره: كان رجلًا صالحًا. فاضلًا، طويل الصمت، دائم الحمد. رقيق القلب. غزير الدمعة. كثير الإشفاق. متفنّنًا، في كل العلوم: الحديث والفقه وأسماء الرجال. وكُناهم. وقويّهم وضعيفهم. فصيحًا، يجيد الشعر، قال أبو بكر المالكي: كان اعتماد ابن مسكين على سحنون، وبه كان يقتدى في كل أموره، من شمائله وزهده، ومحاسنه، ومباينته لأهل البدع، حسن المودة بيّن المروءة. قال أبو علي البصري: لو أفردنا كتابًا، في ذكر مناقبه ومحاسنه، وزهده وورعه، وعدله، ما انتهينا الى وصفه. وكان مع ذلك عالمًا باللغة. قائلًا للشعر. قال ابن حارث: كان ابن مسكين من أهل الفضل البارع، والورع الصحيح، والصمت الطويل. يقال إنه كان مستجاب الدعوة. وقال ابن الجزار: كان محله من الزهد والورع والسكينة، والوقار والخوف من ربه، والعدل في حكمه، والتوبة في لفظه، ولحظه، على حالة يقصر عنها وصف البليغ.
وكان مع ذلك فقيهًا عالمًا، فصيحًا. قال أبو الحسن الكانشي: أدخلني عيسى بن مسكين الى بيت مملوءة بالكتب، ثم قال: كلها رواية. وما فيها كلمة غريبة إلا وأنا أحفظ لها شاهدًا، من قول العرب. وقال بعضهم لقد جلست الى كثير من أهل العلم، فما رأيت أحدًا مثله. وما أشبّهه إلا بمن كان قبله من التابعين. وكان إذا حضر مجلس محمد بن