إليها. حتى أصبح الصباح. وضرب الطبل، فذكرت ذلك لعيسى. فقال ما أبيت ليلة حتى أدور على الرفقة، وأقول اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام. واكنفنا بكنفك الذي لا يرام. اللهم إني أستودعك ديني، ونفسي، وأهلي، وولدي، ومالي، إنك لا تخيب داعيك، يا أرحم الراحمين. قال: وبينما عيسى يقرأ عليه أصحابه، إذ أخبرهم أن أبا العباس بن الأغلب، كتب السجلات بخلق القرآن. وأمر بتفريقها على الناس وأن يحمل الناس عليها بعد ذلك، وأصحابه باتوا من أجله في غمّ. فلما أصبح، قال لهم عيسى: إن مدة هذا الرجل قد انقطعت. فأتى الخبر أنه مات في تلك الليلة. وكان عيسى بن مسكين، ربما نطق بشيء من الإنذارات، قبل وفاته. فيقال: إنه صحب أبا خارجة، صاحب مالك بن أنس رحمهما الله تعالى. فتعلّم ذلك منه. ويقال بل كان يكاتبه بذلك رجل من أهل المشرق. ويقال بل كان يجري الله تعالى ذلك على لسانه. قال بعض أصحابنا: بينما نحن نسمع عليه، إذ أتته بنته، وضمها الى صدره، وبكى. وقال: كأني بالجلاوزة يمرونها في طلب التقسيط. وفي المجلس يومئذ سهلوف؟ ومحمد بن عباس الكاتب. قال بعضهم،
ممن حضر: فأتى يومًا صارخ بعد هذا، من ديوان سهلوف، وعنده ابن عباس، وهما يخدمان عبيد الله، لعنه الله تعالى. إذا بامرأة طويلة على بابه، تعرى من كسائها، وإذا هي تلك. فرجعت الى سهلوف، وابن عباس. فأخبرتهما الخبر. فذكراه.
فقلت لهما: ها هي ببابك تعرى. فخرج سهلوف حافيًا، وتبعها فدخل على عبيد الله. فكتب لها سجلًا، وأن تصرف الى