للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيت حليم القوم فيهم مقدّمًا … ومن نال علمًا نال جاهًا وسؤددا

ويحيا من الزلفى غدًا في معاده … بأضعاف ما يحيا الذي قد تعبدا

أراني بحمد الله في المال زاهدًا … وفي شرف الدنيا وفي العز أزهدا

فخليت من دنياي إلا ثلاثة … دفاتر من علم وبيتًا ومسجدا

غنيت بها عن كل شيء حويته … وصرت به أغنى وأفتى وأسعدا

وقد ذم قوم ما فعلت جهالةً … فعدّوا من الجهّال والجهل أحمدا

ولو فهموا أمري ورأيي لأبصروا … وقالوا رأي رأيًا رشيدًا مسددا

وهي أطول من هذا وهو القائل:

يا لذة قصرت وطال بلاءها … عند التذكّر في الزمان الأول

ولما تذكرها فقال ندامة … من بعدها يا ليتني لم أفعل

ومن مأثور كلامه الحسن، قوله: يا طالب العلم، إذا طلبت العلم، فاتخذ له قبل طلبه أدبًا، تستعين به على حمله. ومن أدب العلم والحلم، كظم الغيظ. وأن يغلب علمك وحلمك، هواك إذا دعاك الى ما يشينك. وعليك بالوقار، والتعفّف، والدراية والصيانة، والصمت، والسمت الحسن، والتودد الى الناس، ومجانبة من لا خير فيه. والقول الحسن في أحوالك، والكف عمن ظلمك، ولا تهمز أحدًا، ولا تلمزه، ولا تقبل فيه، ولو كان عدوك. وقال ليس شيء أروح على الإنسان من الزهد في الدنيا. ولا للقلوب، أروح من القناعة. وقال: أنا أحمد الله على ما تقادم من أجلي. ما أهتم بشيء. وتوفي ابن أبي سليمان رحمه الله تعالى، في آخر رمضان. سنة إحدى وتسعين ومائتين. مولده سنة ست ومائتين. كذا وجدته بخط ابن الحارث وفي كتاب ابن الجزّار، ومولده سنة ثمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>