فأنت خليفة منهم تسود ال … بنين الأشرفين يخلفها الرماد
وبعضهم تكون بنوه منه … مكان النار يخلفها الرماد
قدرت على المكارم لانتقاص … بعينك قدرهن ولا ازدياد
قال الصولي. وكتب إليّ القاضي أبو الحسين:
أيها الصديق كل الصديق … في مكاني التحصيل والتحقيق
والذي لم أخنه عهدًا وثيقًا … لا ولا خانني بعهد وثيق
لمَ أخلفت يا خليلي وعدًا … حاصلًا في زيارتي وطريقي
إن من ساءه جفاؤك إياه … بطول الجفاء غير حقيق
وهي طويلة فأجابه الصولي بقصيدة طويلة أولها:
يا مقرًا بالوعد عين الصديق … وأجل الورى على التحقيق
وتوفي، أبو الحسين ببغداد. وهو يتولى قضاء القضاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من شعبان، سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. واخترمته المنية قبل استيفاء أقرانه، وطبقته. وسنّه يوم مات تسع وثلاثون سنة. وأمه أم ولد: اسمها لُبنى. ولم يتخلّف عن جنازته جليل، وصلى عليه ابنه أبو نصر. قال الصولي: ووجد عليه الراضي
أمير المؤمنين، وجدًا شديدًا، حتى كان يبكي بحضرتنا، ويقول: كنت أضيق بالشيء ذرعًا حتى أراه فيوسعه عليّ برأيه. قال: وكنا عند الراضي ليلة، فأمر جواريه أن يضربن العود وينُحْن عليه، حتى خفنا عليه. وجعلنا نعزيه. قال: والله لا بقيت بعده.