للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصر، سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. خليفة لأبي يحيى عبد الله بن مكرم، لما ولي قضاءها،

وهو ببغداد. كتب الى الطحاوي، وعلي بن أحمد بن سليمان، وموسى بن عبد الله، وعبد الله بن محمد السجستاني، في اختيار رجل يرضونه. ينظر بين الناس. فوقع اختيارهم عليه. ثم ولاه ابن طفح، بعد سنة ثلاثين وثلاثمائة أيضًا. النظر بين أهل مصر، عند موت القاضي أبي بدر الصيرفي. قال ابن حارث: كان فقيه مصر في وقته. وكانت له حلقة في جامعها. وبه كان يلوذ كل مالكي، إلا قليلًا. وتناظر عنده فقهاء من القرويين، أبو محمد العتمي وأبو الفضل المهلبي. وكان يجلس للتفقه بجامع الفسطاط، من صلاة الصبح الى الزوال، ومن الظهر الى العصر. وذكر بعضهم أن أبا بكر بن الحداد، الشافعي، أيام نظره في قضاء مصر. تقدم إليه رجل جحد ابنة له من زوجته. فنظر في لعانها. وأعدّ رجلًا يضرب على فم الزوج عند فراغه. وأمره أن يضرب على فم المرأة عند فراغها. ويقولا إنها موجبة على مذهبه. مذهب الشافعي.

وتبادر الناس للاجتماع لذلك. فتلطف أبو الذكر، بالرجل، حتى اعترف بالبنت، وبالمرأة حتى أعفته من الحدّ، ورفع الأمر الى أبي بكر بن الحداد. فعلم أنه قطع به عن مراده بأمر: - بحمل البنت على أبيها، والنداء عليهما بمصر - هذا الذي جحد ابنته فاعرفوه. وأمر بإيقافها بمجلس أبي الذكر. قال ابن حارث رحمه الله تعالى: وتوفي قريبًا من سنة عشرين وثلاثمائة. وذكر الشيرازي غير هذا. والذي يأتي على ما تقدم، من ولايته، أن وفاته بعد هذا كله، والصحيح أن وفاته سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. هكذا قيدها ابن أبي يزيد في تاريخه، في المصريين، سنة وفاة أبي بكر الصموت، بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>