السيارة: الرفقة تسير معا، والوارد: الذي يرد الماء ليستقى للقوم، وأسروه: أي أخفوه من الناس، والبضاعة: القطعة من المال يفرز للاتجار به، وشرى الشيء: باعه واشتراه: ابتاعه، والبخس: الناقص والمعيب كما قال «وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ» والمراد هنا الحرام أو الظلم لأنه بيع حر.
[المعنى الجملي]
بعد أن بين سبحانه أن إخوة يوسف أجمعوا أمرهم على إلقائه فى غيابة الجب ونفّذوا ذلك، ذكر هنا طريق خلاصه من تلك المحنة بمجىء قافلة من التجار ذاهبة إلى مصر، فأخرجوه من البئر وباعوه فى مصر بثمن بخس
[الإيضاح]
(وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ) أي وجاءت ذلك المكان قافلة تسير من مدين إلى مصر فأرسلوا واردهم الذي يجلب لهم الماء للاستسقاء فأرسل دلوه ودلّاه فى ذلك الجب فتعلق به يوسف، ولما خرج ورآه قال مبشّرا جماعته السيارة: يا بشرى هذا غلام أي آن وقت البشرى فاحضرى، كما يقال يا أسفا ويا حسرتا إذا وقع ما هو سبب لذلك فاستبشرت به السيارة وأخفوه من الناس، لئلا يدّعيه أحد من أهل ذلك المكان لأجل أن يكون يضاعة لهم من جملة تجارتهم، والله عليم بما يعمله هؤلاء السيارة وما يعمله إخوة يوسف،