هى مكية إلا قوله تعالى:«وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ» فمدنية وآيها ستون، نزلت بعد سورة الانشقاق.
ومناسبتها ما قبلها من وجوه:
(١) إن السورة السابقة بدئت بالجهاد وختمت به، فافتتحت بأن الناس لم يخلقوا فى الأرض ليناموا على مهاد الراحة، بل خلقوا ليجاهدوا حتى يلاقوا ربهم، وأنهم يلاقون شتى المصاعب من الأهل والأمم التي يكونون فيها، وهذه السورة قد بدئت بما يتضمن نصرة المؤمنين ودفع شماتة أعدائهم المشركين، وهم يجاهدون فى الله ولوجهه فكأن هذه متممة لما قبلها من هذه الجهة.
(٢) إنّ ما فى هذه السورة من الحجج على التوحيد والنظر فى الآفاق والأنفس مفصل لما جاء منه مجملا فى السورة السالفة، إذ قال فى السالفة:«فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ» إلخ، وهنا بيّن ذلك، فقال:«أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ» إلخ، وقال: