(١٥) خاتمة ذلك كله، الدعاء الذي طلب إلينا أن ندعوه به.
وعلى الجملة فقد فصلت فيها الأحكام، وضربت الأمثال، وأقيمت الحجج، ولم تشتمل سورة على مثل ما اشتملت عليه، ومن ثم سميت فسطاط القرآن.
[سورة آل عمران]
هذه السورة مدنية، وعدد آياتها مائتان باتفاق العادّين.
ووجه اتصالها بما قبلها أمور:
(١) إن كلا منهما بدئ بذكر الكتاب وحال الناس في الاهتداء به- فقد ذكر فى الأولى من آمن به ومن لم يؤمن به والمذبذبين بين ذلك، وفي الثانية طائفة الزائغين الذين يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة، وطائفة الراسخين في العلم الذين يؤمنون بمحكمه ومتشابهه، ويقولون كل من عند ربنا.
(٢) إن في الأولى تذكيرا بخلق آدم، وفي الثانية تذكيرا بخلق عيسى، وتشبيه الثاني بالأول في أنه جرى على غير سنة سابقة في الخلق.
(٣) إن في كل منهما محاجة لأهل الكتاب، لكن في الأولى إسهاب في محاجة اليهود واختصار في محاجة النصارى، وفي الثانية عكس هذا، لأن النصارى متأخرون فى الوجود عن اليهود، فليكن الحديث معهم تاليا في المرتبة للحديث الأول.
(٤) إن في آخر كل منهما دعاء، إلا أن الدعاء في الأولى ينحو نحو طلب النصر على جاحدى الدعوة ومحاربى أهلها، ورفع التكليف بما لا يطاق، وهذا