ونحن الآن قد أعرضنا عن هدايته، وتنكبنا سنته في خليقته، ثم طلبنا منه النصر بألسنتنا دون قلوبنا فلم يستجب لنا دعاء، وكنا نحن الجانين على أنفسنا، المستحقين لهذا الخذلان.
فإذا اتخذ المسلمون العدّة وقاموا ببذل الوسع في استكمال الوسائل التي أرشد إليها المولى سبحانه، وساروا على السنن التي هدى إليها البشر، فإنه يستجيب دعوتهم وينصرهم على أعدائهم،
فقد ورد في الأثر: إن هذه الأمة لا تغلب من قلة.
وفّقنا الله إلى العمل بسنته، والسير وفق شريعته، إنه نعم المولى ونعم النصير.
خلاصة ما في هذه السورة من أمهات الشريعة (١) دعوة الناس جميعا إلى عبادة ربهم.
(٢) عدم اتخاذ أنداد له.
(٣) ذكر الوحى والرسالة، والحجاج على ذلك بهذا الكتاب المنزل على عبده، وتحدى الناس كافة بالإتيان بمثله (٤) ذكر أسّ الدين وهو توحيد الله.
(٥) إباحة الأكل من جميع الطيبات.
(٦) ذكر الأحكام العملية من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وأحكام الصيام، والحج والعمرة، وأحكام القتال والقصاص.
(٧) الأمر بإنفاق المال في سبيل الله.
(٨) تحريم الخمر والميسر.
(٩) معاملة اليتامى ومخالطتهم في المعيشة.
(١٠) أحكام الزوجية من طلاق ورضاعة وعدة.
(١١) تحريم الربا والأمر بأخذ ما بقي منه.
(١٢) أحكام الدّين من كتابة وإشهاد وشهادة وحكم النساء والرجال في ذلك.