ومناسبتها لما قبلها- أنه ذكر فى السابقة «وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى» ولما كان سيد الأتقين رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب ذلك سبحانه بذكر نعمه عزّ وجل عليه.
الضحى: صدر النهار حين ترتفع الشمس وتلقى أشعتها على هذا الكون، وسجى: أي سكن والمراد سكن الأحياء فيه وانقطعوا عن الحركة، ما ودعك ربك: أي ما تركك، وما قلى: أي وما قلاك وما أبغضك، والقلى: شدة الكره والبغض.
[المعنى الجملي]
أجمع الرواة على أن سبب نزول هذه السورة حدوث فترة فى نزول الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه حزن لذلك حزنا شديدا حتى غدا مرارا إلى الجبال ليتردّى من شواهقها، وأنه ما كان يمنعه إلا تمثل الملك له وإخباره إياه أنه رسول الله حقّا.
وإنما حزن لهذه الفترة خيفة أن يكون ذلك من غضب أو قلى من ربه له، بعد أن ذاق حلاوة الاتصال به، وشاهد من جمال الأنس بالوحى ما يثير لواعج