(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) أخبر سبحانه عن رضاه عن المؤمنين الذين بايعوا تحت الشجرة بيعة الرضوان، وقد عرفت أنهم كانوا أربع عشرة مائة، كما عرفت أسباب هذه البيعة.
ولما أراد أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يعلّموا هذه الشجرة بعد ذلك كثر اختلافهم فيها، فلما اشتبهت عليهم وصار كل واحد يشير إلى شجرة غير التي يشير إليها الآخر، قال عمر: سيروا ذهبت الشجرة، وقال ابن عمر: ما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، وكانت رحمة من الله.
وعن نافع قال: بلغ عمر أن أناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها فأمر بها فقطعت أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنّف.
(فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) أي فعلم ما فى قلوبهم من الصدق والسمع والطاعة، فأنزل عليهم الطمأنينة وسكون النفس ورباطة الجأش وأعطاهم جزاء ما وهبوه من الطاعة- فتح خيبر عقب انصرافهم من الحديبية كما علمت.
(وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها) أي وعوّضهم فى العاجل مما رجوا الظفر به من غنائم أهل مكة بقتالهم- فتح خيبر، فأخذوا أموال يهودها وعقارهم وكان كثيرا، وخصهم بأهل بيعة الرضوان لا يشركهم فيه سواهم.
(وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) وكان الله ذا عزة فى انتقامه ممن انتقم من أعدائه، حكيما فى تدبير أمور خلقه وتصريفه إياهم فيما شاء من قضائه.