بعد أن ذكر فى الآية السالفة أنه سبحانه يهدى من يريد- أتبعه ببيان من يهديه ومن لا يهديه.
[الإيضاح]
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا، إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) أي إن الله يقضى بين هذه الفرق، ويجازى كلّا بما يفعل، ويضعه فى الموضع اللائق به، إذ ليس شىء من أحوالهم بغائب عنه، بل هو عليم بأقوالهم مراقب لأفعالهم.
وخلاصة ذلك- إنه تعالى يحكم بالعدل، فيدخل من آمن به الجنة، ويلقى من كفر به فى جهنم، وبئس القرار، وهو الشهيد على أعمالهم، الحفيظ لأفعالهم، العليم بسرائرهم، وما تكنّه ضمائرهم.
ألم تر: أي ألم تعلم، والسجود: لغة التطامن والتذلل، ثم أطلق على التذلل لله وعبادته، وهو ضربان: سجود بالاختيار، وهو خاص بالإنسان وبه يستحق الثواب.
وسجود بالتسخير والانقياد لإرادته سبحانه، وهو دالّ على الذلة والافتقار إلى عظمته، جلّت قدرته، من فى السموات: هم الملائكة، ومن فى الأرض: هم الإنس والجن، وحق، أي ثبت وتقرر.