قبلكم رسلهم: كقوم إدريس ونوح وهود وصالح عليهم السلام، فجرى الأمر على ما سنه الله فى الخلق من نجاة المصدّقين للرسل، وهلاك العاصين لهم.
(وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) أي وما ضر ذلك الرسل شيئا، بل هم قد ضروا أنفسهم، فما على الرسول إلا التبليغ الذي لا يبقى معه شك، وما عليه أن يصدقه قومه، وقد خرجت من عهدة التبليغ، ولا علىّ بعد ذلك أصدقتم، أم كذبتم؟.
النشأة: الخلق والإيجاد، تقلبون: أي تردّون بعد موتكم، بمعجزين: أي جاعلين الله عاجزا، من ولىّ: أي قريب، ولا نصير: أي معين.
[المعنى الجملي]
بعد أن أقام الأدلة على الوحدانية، ثم الرسالة بقوله:(وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) شرع يبين الأصل الثالث وهو البعث والنشور، وقد قلنا فيما سلف: إن هذه الأصول الثلاثة لا يكاد ينفصل بعضها من بعض فى الذكر الإلهى، فأينما تجد أصلين منها تجد الثالث.