الرؤيا: هى رؤيا منام وحلم، وصدق الله رسوله الرؤيا: أي صدقه فى رؤياه ولم يكذبه، محلقين رءوسكم ومقصرين: أي يحلق بعضكم ويقصّر بعض آخر بإزالة بعض الشعر، ليظهره على الدين كله: أي ليعليه على سائر الأديان حقها وباطلها، وأصل الإظهار جعل الشيء باديا ظاهرا للرائى ثم شاع استعماله فى الإعلاء.
[المعنى الجملي]
رأى عليه الصلاة والسلام فى المنام. وهو بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحديبية أنه يدخل المسجد الحرام هو وأصحابه آمنين، منهم من يحلق ومنهم من يقصر، فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا وحسبوا أنهم داخلون مكة عامهم هذا، فلما انصرفوا لم يدخلوا شق ذلك عليهم، وقال المنافقون: أين رؤياه التي رآها؟ فأنزل الله هذه الآية ودخلوا فى العام المقبل.
ومما
روى «أن عمر بن الخطاب قال: أتيت النبي صلّى الله عليه وسلّم فقلت:
ألست نبى الله حقا؟ قال بلى، قلت فلم نعطى الدنية فى ديننا إذن؟ قال إنى رسول الله ولست أعصيه وهو ناصرى، قلت: أو لست كنت تحدثنا أنا سنأتى البيت ونطوف به؟
قال فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر: أليس هذا نبى الله حقا؟ قال بلى، قلت ألسنا على الحق، وعدونا على الباطل؟ قال بلى. قلت فلم نعطى الدنية فى ديننا؟ قال: أيها الرجل إنه رسول الله وليس يعصى ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه (سر على نهجه) فو الله إنه لعلى الحق، قلت: أليس كان يحدثنا أنه سيأتى البيت ويطوف به؟
قال بلى. قال فأخبرك أنه آتيه العام؟ قلت لا، قال فإنك تأتيه وتطوف به» .