للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى مساكنهم التي يجترحون فيها السيئات، فلا يقدرون على ذهاب ولا مجىء ولا غدوّ ولا رواح.

ثم شرع يقطع معذرة لهم ربما احتجوا بها وهى قولهم: إنهم لو عمّروا لأحسنوا العمل فقال:

(وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ) أي إنه كلما طال عمر المرء رد إلى الضعف بعد القوة، والعجز بعد النشاط.

(أَفَلا يَعْقِلُونَ؟) أنهم كلما تقدمت بهم السن ضعفوا وعجزوا عن العمل، فلو عمّروا أكثر مما عمروا ما ازدادوا إلا ضعفا، فلا يستطيعون أن يصلحوا ما أفسدوا في شبابهم، وقد عمرناهم مقدار ما يتمكنون من البحث والتفكير، والتروّى في عواقب الأمور ومصايرها، فلم يفعلوا، وجاءتهم النذر فلم يهتدوا، فمهما طالت أعمارهم فلن يفيدهم ذلك، ولن يصلح من حالهم قليلا ولا كثيرا.

[سورة يس (٣٦) : الآيات ٦٩ الى ٧٠]

وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩) لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (٧٠)

[تفسير المفردات]

وما ينبغى له: أي لا يليق به ولا يصلح له، ذكر: أي عظة من الله وإرشاد للثقلين، حيّا: أي حىّ القلب مستنير البصيرة، يحق القول: أي يجب العذاب.

[المعنى الجملي]

بعد أن ذكر أمر الوحدانية في قوله: وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم، وذكر أمر البعث في قوله: اصلوها اليوم- ذكرها الأصل الثالث. وهو الرسالة في هاتين الآيتين،

<<  <  ج: ص:  >  >>