للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن طاعة الله واتباع شرائعه، وترتدوا راجعين عنها، يهلككم ثم يجىء بقوم آخرين غيركم يصدقون بها، ويعملون بالشرائع التي أنزلها على رسوله، ويقومون بذلك كله على ما يؤمرون به، والمراد بهم على ما صح فى الحديث أهل فارس.

أخرج عبد الرازق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي والترمذي عن أبى هريرة قال: «تلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذه الآية (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا) إلخ فقالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولّينا استبدلوا بنا، ثم لا يكونون أمثالنا؟

فضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على منكب سلمان، ثم قال هذا وقومه، والذي نفسى بيده لو أن هذا الدين تعلق بالثريا لتناوله رجال من فارس» .

وقد طعن بعض رواة الحديث فيه وجرّحوا بعض رواته، قال ابن كثير وقد تكلم فيه بعض الأئمة رحمة الله عليهم.

قال الكلبي: شرط فى الاستبدال توّليهم لكنهم لم يتولوا فلم يستبدل سبحانه قوما غيرهم بهم.

وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله، ونصر دينه بأتباعه المؤمنين، وجعلهم للعمل بنشره دائبين.

[اشتملت هذه السورة الكريمة على ثلاثة مقاصد]

(١) وصف الكافرين والمؤمنين من أول السورة إلى قوله: «كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ» .

(٢) جزاء الفريقين فى الدنيا والآخرة من خذلان ونصر ونار وجنة من قوله:

«فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ- إلى قوله: وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ» .

(٣) الوعد والتهديد للمنافقين والمرتدين من قوله: «وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ» إلى آخر السورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>