للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النصرة مع أنهم هم الناصرون لهم كما قال تعالى حاكيا عنهم «قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ» والحقيقة أنها لا هى ناصرة ولا منصورة.

[الإيضاح]

(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ) أي واتخذ هؤلاء المشركون من دون الله آلهة يعبدونهم، طمعا في نصرتهم، ودفع العذاب عنهم، وتقريبهم إلى الله زلفى ثم بيّن بطلان آرائهم، وخيبة رجائهم، وانعكاس تدبيرهم فقال:

(لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ) أي لا تقدر هذه الآلهة على نصر عابديها، فهى أضعف من ذلك وأحقر، ولا تقدر على الاستنصار لأنفسها، ولا الانتقام ممن أرادها بسوء، لأنها جماد لا تسمع ولا تعقل.

(وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) أي والمشركون يغضبون للآلهة في الدنيا، وهم لا يسوقون إليهم خيرا ولا يدفعون عنهم ضرا.

والخلاصة- إن العابدين وهم المشركون كالجند، لحمايتهم والذبّ عنهم في الدنيا، والمعبودون يوم القيامة لا يستطيعون أن يقدّموا لهم معونة، ولا يدفعون عنهم مضرّة.

ثم سلّى رسوله على ما يلقاه من قومه من الأذى بنحو قولهم: هو شاعر، وهو ساحر، وهو كاهن إلى نحو ذلك من مقالاتهم التي كانوا يجابهون بها الرسول إرادة تحقيره وإهانته فقال:

(فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) أي فلا يحزنك أيها الرسول قول هؤلاء المشركين من قومك: إنك شاعر وما جئتنا به شعر، ولا تكذيبهم بآيات الله وجحودهم نبوتك.

ثم ذكر أنه سيجازيهم على ما يضمرون في نفوسهم ويتفوهون به بألسنتهم فقال:

(إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) أي إنا نعلم أن الذي يدعوهم إلى قيل ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>