الكافرين، كما أرسلناك إلى قومك عابدى الأوثان من دون الله، فجاءوهم بالحجج الواضحة على أنهم من عند الله، فكذبوهم كما كذبك قومك، وردّوا عليهم ما جاءوهم به من عنده، كما ردوا عليك ما جئتهم به، فانتقمنا من الذين اجترحوا الآثام، واكتسبوا السيئات من أقوامهم، ونجينا الذين آمنوا بالله وصدقوا رسله، ونحن فاعلوا ذلك بمجرمى قومك، وبمن آمن بك، سنة الله التي شرعها لعباده، ولن تجد لسنة الله تبديلا.
وهذا إخبار من الله سبحانه بأن نصره لعباده المؤمنين حق عليه، وهو لا يخلف الميعاد.
أخرج الطبراني وابن أبى حاتم وابن مردويه والترمذي عن أبى الدرداء قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«ما من مسلم يردّ عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة» ثم تلا: َ كانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ»
: ولا يخفى ما فى هذا من الوعد والبشارة بالظفر على أعدائه، والوعيد والنكال، والخسران فى المآل، لمن كذب به من قومه.