للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) أي ويخرّون للأذقان باكين من خشية الله إذا يتلى عليهم، ويزيدهم ما فيه من العبر والمواعظ خشوعا وخضوعا لأمره وطاعته.

وقد جاء فى مدح البكاء من خشية الله أخبار كثيرة

فقد روى الترمذي عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «عبنان لا تمسّنهما النار، عين بكت من خشية الله تعالى، وعين باتت تحرس فى سبيل الله تعالى» .

وأخرج مسلم والنسائي عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن فى الضرع، ولا اجتمع على عبد غبار فى سبيل الله ودخان جهنم» .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وغيرهما عن عبد الأعلى التميمي أنه قال إن من أوتى من العلم مالم يبكه لخليق أن قد أوتى من العلم مالا ينفعه، لأن الله تعالى نعت أهل العلم فقال (ويخرون للأذقان يبكون) .

ثم رد على المشركين المنكرين إطلاق اسم الرحمن عليه عزّ وجلّ فقال:

(قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) أي قل أيها الرسول لمشركى قومك الذين أنكروا اسم الرحمن سمّوا الله أيها القوم أو سموا الرحمن، فبأى أسمائه جل جلاله تسمونه فهو حسن، لأن كل أسمائه حسنى، إذ فيها التعظيم والتقديس لأعظم موجود، وهو خالق السموات والأرض وهذان الاسمان منها.

روى مكحول «أن رجلا من المشركين سمع النبي صلى الله عليه وسلّم وهو يقول فى سجوده: يا رحمن يا رحيم، فقال إنه يزعم أنه يدعو واحدا وهو يدعو اثنين فأنزل الله الآية» .

ثم أمر رسوله صلى الله عليه وسلّم بالتوسط فى القراءة، فلا يجهر بصوته ولا يخافت به فقال:

(وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا) أي ولا تجهر بقراءتك

<<  <  ج: ص:  >  >>