للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ذلك فقال إنما أقمت مستفيدًا لشمائله فإنها شمائل الصحابة والتابعين، وكان مالك لذلك يسمى العاقل واتفقوا على أنه أعقل أهل زمانه.

قال زهير ابن عباد: ما كنت أقول لمالك رحمك الله إلا قال وأنت رحمك الله.

وإذا قلت له عافاك الله.

قال وأنت عافاك الله، حسن أدب.

قالوا كان أحسن لناس خلقًا مع أهله وولدوه.

ويقول: في ذلك مرضاة لربك ومثراة في مالك ومنساة في أجلك وقد بلغني ذلك عن بعض أصحاب النبي .

قال عبد الله بن عبد الحكم هيأ مالك بن أنس دعوة للطلبة وكنت فيهم فمضينا معه إلى داره فلما دلنا الدار قال هذا المستراح، وهذا الماء ثم دخلنا البيت فلم يدخل معنا، ودخل بعد ذلك فأتانا بالطعام ولم يؤت بالماء قبله لغسل أيدينا.

ثم أتى به بعده فلما خرج الناس سألته عما رأيت قال أما أعلامي لكم بالمستراح والماء.

فإنما دعوتكم لأبركم ولعل أحدكم يصيبه بول أو غيره فلا يدري أين يذهب فيصل إليه الضرر وأما تركي الدخول معكم في البيت فلعلي أقول هاهنا أبا فلان اجلس وهاهنا أبا فلان اجلس وقد أنسى بعضكم فيظن ذلك نقصًا فيه، فتركتكم حتى

أخذتم مجالسكم ودخلت عليكم.

وأما تركي الماء قبل الطعام فإن الوضوء قبله من سنة الأعاجم وأما بعده فقد جاء في ذلك حديث.

قال الشافعي: سئل مالك عن الصورة في البيت فقال لا ينبغي.

فقال له رجل عراقي يا أبا عبد الله هو ذا في بيتك صورة.

قال أنا ساكن فيه منذ كذا ما رأيتها، قم فحكها.

فأخذ قناة فلف عليها خرقة ثم حكها.

قال مطرف كان مالك إذا دخل بيته قال: ما شاء الله ولا حول

<<  <  ج: ص:  >  >>