للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أخذ مهورهما ومات الرجل فأحضر الوالي، وكان الحسن بن يزيد، الناس، وفيهم ابن أبي ذئب وابن عمران وابن أبي سبرة ومالك وهو حدث وذكر المسألة.

فقال جميعهم ذلك جائز ومالك ساكت.

فقال: ما ترى يا مالك؟ قال: ذلك لا يجوز.

فغضب الجميع وقال ابن أبي ذئب: لا يشاء أن يرد علينا إلا رد.

فقال الوالي: أصاب وأخطأتم.

ثم قال: من أين قلت يا أبا عبد الله هذا؟ قال: أرأيتم إن هديتنا جميعًا إلى زوجيهما فتعلق كلا واحد منهما بهودج واحدة كل واحد يقول هي زوجتي دون الأخرى.

لمن تقضون بها؟ فسكت القوم.

قالوا: أصاب.

قال: فما ترى يا أبا عبد الله.

قال: النكاح مفسوخ حتى تسمى كل امرأة لرجل معين.

وقال ابن الماجشون: مما علم به مالك أن، سارقًا أخذ ومعه قمح وقد سرقه من تلاليس لهذا وهذا، حتى اجتمع قمح كثير فاعترف بذلك فأحضر الوالي من بالمدينة وفيهم ربيعة ويحيى بن سعيد ومعهم مالك على حداثة سنه لمعرفتهم بعلمه، فلما أخذوا مجالسهم سألهم الوالي عن المسألة.

وأخرج القمح فإذا شبيه فكلهم رأى أن عليه القطع ومالك ساكت.

فقال له: تكلم.

قال: لا قطع عليه.

فاستعظم ذلك من هناك.

وسألوه من أين قاله؟ فقال لهم: هل يجب القطع إلا في ربع دينار فصاعدًا فأما أن يسرق من هذا التليس ما يساوي درهمًا ومن هذا ما يساوي درهمًا هكذا فهذا لا قطع عليه.

فانصرف الناس وقد بان فضل علمه.

قال أبو الحسن المطالبي: سأل مالكًا صفوان بن سليم وهو أحد شيوخ مالك الجلة الفضلاء النقاد عن رؤيا رآها في النوم ومالك إذ ذاك غلام صغير السن فقال له: ومثلك يسأل مثلي؟ فقال له: وما عليك يا ابن أخي، رأيت كأني انظر في مرآة.

فقال له مالك: أنت تنظر في أمر آخرتك وما يقربك إلى ربك.

فقال له صفوان: أنت اليوم مويلك ولئن بقيت لتكونن مالكًا اتق الله يا مالك

<<  <  ج: ص:  >  >>