إذا كنت مالك، وإلا فأنت هالك.
قال مالك: وكان قبل يدعوني مويلك.
فلما سألني قال يا أبا عبد الله وهو أول يوم كناني فيه.
قال المطالبي: وفي قوله وما عليك إشارة إلى أنه كان عنده متسأهلًا لجواب ما
سأل عنه، ولو لم يكن عنده كذلك لما سأله ولا استحل لنفسه ولا له الغوص في علم الغيب والتلاعب بالنبوءة.
قال الحرث: أوصى ابن هرمز مالكًا وعبد العزيز بن أبي سلمة إذا دخلتما على السلطان فكونا آخر من يتكلم.
فلزم مالك وصيته فبلغني أنه حضر عند الأمير مع ابن أبي ذئب ونظرائه فاستفتاهم في رجل أقر على نفسه بالقتل عمدًا فأفتى كلهم بالقتل إلا أن يعفو الأولياء، ومالك ساكت.
فسأله فقال: انظر وهو مطرق.
ثم سأله فقال: هو القتل حتى أنظر.
فقالوا: ما تنظر رجل أقر أنه قتل عمدًا أي شيء هذا؟ فقال: اين القاتل المقر؟ فإذا فتى حدث السن فقال: منذ كم حبس، قيل: منذ كذا.
فإذا حبسه وإقراره قبل أن يحتلم، فسرح.
وهذا والله أعلم أنه أنكر إقراره ورجع عنه.
قال أحمد بن صالح: كان مالك في ثلاث طبقات، طبقة دونه وأخرى فوقه.
ولم يكن في الثلاث طبقات من يجيد الطلب مثله فاق الثلاث طبقات.
فالتي فوقه من ولد في الثمانين، ابن عجلان وابن أبي ذئب ونمطهم، والتي معه عبد العزيز ابن الماجشون وأبي الزناد وسليمان بن بلال وغيرهم.
والذين دونهم ابن الدراوردي وابن أبي حازم أنس بن عياض.
قال ابن القاسم: قال لي مالك: كنا نجلس إلى ربيعة أربعين معتمًا سوى من لا يعتم ما ندري منهم إلا أربعة، أما أحدهم فغلبت عليه الملوك يعني ابن الماجشون.
وفي رواية شغل بالأغاليط أو نحو هذا.
وأما الآخر فمات يعني كثير بن فرقد.
وأما الثالث فغرب نفسه يعني عبد الرحمن بن عطاء.
وسكت عن الرابع فعلمنا أنه يعني نفسه.
وقيل لأبي حنيفة: كيف رأيت غلمان المدينة؟