حفظ المذهب المالكي الى حفظ حديث النبي ﷺ، ومعرفة معانيه. وكان يُقرئ القرآن بالسبعة، ويجوده. مع معرفته بالرجال وجرحتهم، وتعديلهم. أخذ عنه الناس من أقطار المغرب والأندلس، واستجازه من لم يلقه. وخرج من عوالي حديثه نحو مائة ورقة. قال حاتم: ولم ألقَ أحدًا، أوسع منه علمًا، ولا أكثر رواية. قال عمر الصقلي: أبو عمران الثقة الإمام الديّن، المعلم. وذكر أن الباقلاني كان يعجبه حفظه، ويقول: لو اجتمعت في مدرستي أنت وعبد الوهاب بن نصر، وكان إذ ذاك بالموصل، لاجتمع فيه علم مالك. أنت تحفظه وهو ينصره. لو رآكما مالك
لسرّ بكما. قال ابن عمار في رسالته، فذكره فقال: كان إمامًا في كل علم، نافذًا في علم الأصول، مقطوعًا بفضله وإمامته. ولما دخل بغداد شاع أن فقيهًا من أهل المغرب مالكيًا، قدم. فقال الناس: لسنا نراه إلا عند القاضي أبي بكر الباقلاني، وهو إذ ذاك شيخ المالكية بالعراق، وإمام الناس. فنهض من أهل بغداد من المالكية. فقال السائل: أصلحك الله، هذا شيخ من كبار شيوخنا، ومن الجفاء أن تكلفه المناظرة من أول وهلة. ولكن أنا أخدمه في نصرة هذه المسألة وأنوب عنه فيها، الدليل على صحة ما أجاب به الشيخ، حرسه الله تعالى، كذا وكذا، ما اعترضه الشافعي فيه. ثم انفصل المالكي من اعتراضه، حتى خلص الدليل. فلما أجمل الكلام على المسألة، قام إليه الشافعي، وقبّل رأسه، وقال: أحسنت يا سيدي، وحبيبي. أنت والله شيخ المذهب، حين نصرته. وجرت في ذلك المجلس مسائل غيرها. وذكره أبو عمر المغربي في كتابه، فقال: قرأ القرآن على أبي الحسن علي الحمامي، وقرأ القرآن بالقيروان مدة، ولما ورد القيروان وجلس مدة، بان علمه. قال كبار أصحاب أبي بكر بن عبد الرحمان: نسير إليه. وقالوا إنه يعزّ على شيخنا ذلك. وتروّضوا في