للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال مالك سل عما يكون ودع ما لا يكون.

وسأله آخر عن نحو هذا، فلم يجبه.

فقال له لم لا تجبني؟ يا أبا عبد الله.

فقال له لو سألت عما تنتفع به أجبتك.

قال ابن المعدل قيل لمالك إن قريشًا تقول إنك لا تذكر في مجلسك أباءها وفضائلها.

فقال مالك إنما نتكلم فيما نرجو بركته.

قال ابن القاسم كان مالك لا يكاد يجيب وكان أصحابه يحتالون أن يجيء رجل بالمسألة التي يحبون أن يعلموها كأنها مسألة بلوى فيجيب بها.

وقال مالك لابن وهب اتق هذه الآثار، وهذا السماع الذي لا يستقيم أن يحدث به.

فقال له إنما أسمعه لأعرفه لأحدث به.

فقال ما سمع إنسان شيئًا إلا تحدث به، وعلى ذكر القدر وسمعت من ابن شهاب أشياء ما تحدثت بها، وأرجو ألا أفعل ما عشت.

وروى البياضي عنه أنه قال: لقد ندمت ألا أكون طرحت أكثر مما طرحت من الحديث.

وقال له القاسم بن مسرور أرأيت يا أبا عبد الله أحاديث تحدثت بها ليس عليها رأيك، لأي شيء أقررتها.

فقال لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما فعلت ولكنها انتشرت عند الناس، فإن سألني عنها أحد ولم أحدث بها وهي عند غيره اتخذني غرضًا.

قال بشر بن عمر سألت مالكًا مرة عن رجل فقال لو كان ثقة لرأيته في كتبي.

وسأله رجل عن مسألة من أهل المدينة، الجواب فيها.

فرده ثم عاد فرده ثلاثًا فكأنه تهاون بعلم مالك فأتاه أت في نومه يقول له: أنت المتهاون بعلم مالك؟ ائته فأسأله فلو كانت مسألتك أدق من الشعر وأصلب من الصخر لوفق فيها باستعانته بما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال أشهب رأيت في النوم قائلًا يقول لزم مالك كلمة عند فتواه لو ورد عليه الجبال لقلعتها.

وذلك قوله ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

<<  <  ج: ص:  >  >>