إذا أخطأ فتح عليه مالك رحمه الله تعالى، وكان ذلك قليلًا، ولم يكن يقرأ كتبه على أحد، وكان كالسلطان له حاجب يأذن عليه فإذا اجتمع الناس ببابه أمر آذنه يخص أولًا أصحابه فإذا فرغ من يخص أذن للعامة وهذا هو المشهور
من سماع أصحابه أنهم يقرأون عليه، وسيأتي من أخباره ما يعضد هذا كثير.
إلا أن يحيى بن بكر ذكر أنه سمع الموطأ من مالك أربعة عشر مرة.
وزعم أن، أكثرها بقراءة مالك وبعضها بالقراءة عليه، وعوتب مالك في تقديمه الإذن لأصحابه.
فقال أصحابي وجيران رسول الله ﷺ.
قال إسماعيل بن حماد أتيت مالكًا فرأيته جالسًا في صدر بيته وأصحابه بجنبتي البيت.
وقال أبو مصعب وابن الضحاك ومطرف والمهدي وعبد الملك وابن سلمة وغير واحد من أصحابه كان جلساء مالك كأنما على رؤوسهم الطير تسمتًا وأدبًا، وقال حبيب كان مالك إذا جلس جلسة لم يتحول عنها حتى يقوم.
قال مطرف وكان مالك إذا أتاه الناس خرجت إليهم الجارية فتقول لهم يقول لكم الشيخ تريدون الحديث أو المسائل؟ فإن قالوا المسائل خرج إليهم فأتاهم وإن قالوا الحديث قال لهم اجلسوا ودخل مغتسله فاغتسل وتطيب ولبس ثيابًا جددًا ولبس ساجه وتعمم ووضع على رأسه طويلة وتلقى له المنصة فيخرج إليهم وقد لبس وتطيب وعليه الخشوع ويوضع عود.
فلا يزال يبخر حتى يفرغ من حديث رسول الله ﷺ.
قال يحيى كنا نجتمع على بابه فإذا توافينا صرخ الآذن ليدخل أهل المدينة ثم ليؤذن لغيرهم فيدخل ويسم عليه ويسكت ونسكت ساعة فإذا رأى ازدحامنا قال توقروا فإنه عون لكم وليعرف صغيركم حق كبيركم، ومن رواية أخرى، كان إذنه لنا رفع سطر في أسطوانة فندخل عليه وهو قاعد.