إنما كان يفعل ذلك لئلا يقرب بعض الناس على بعض من العلوية أو العثمانية أو
غيرهم فينتقد عليه ذلك كان يدعهم حتى يأخذون مجالسهم وكان بعضهم يعرف حق بعض فإذا قدم الحاج جعل جوابًا على بابه فيأذن أولًا لأهل المدينة فإذا دخلوا قال للبواب تنح.
قال ابن قعنب ما رأيت قط أشد وقارًا من مجلس مالك، لكأن الطير على رؤوسهم.
قال ابن أبي أويس: كان مالك إذا جلس للحديث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته وتمكن في جلوسه بوقار وهيبة.
ثم حدث فقيل له في ذلك، فقال أحب أن أعظم حديث رسول الله ﷺ ولا أحدث به إلا على طهارة متمكنًا وكان يكره أن، يحدث في طريق قائمًا ومستعجلًا وقال أحب أن أفهم حديث رسول الله ﷺ، قال ابن المنذر وكان مالك لا يوسع لأحد في حلقته ولا يرفعه يدع أحدهم حيث انتهى به مطرف وإسماعيل (كذا) قال ابن أبي أويس كان إذا جلس للحديث قال ليليني منكم ذوو الأحلام والنهى.
قال إسماعيل فربما قعد القعنبي عن يمينه.
قال ولم يكن يجلس على المنصور إلا إذا حدث عن رسول الله ﷺ.
قال أبو مصعب كان مالك لا يحدث إلا على وضوء إجلالًا منه لحديث رسول الله ﷺ.
قال مصعب بن عبد الله كان مالك إذا سئل الحديث توضأ وتهيأ ولبس ثيابه فقيل له في ذلك فقال: إنه حديث رسول الله ﷺ.
قال عبد الله بن المبارك: وكنت عند مالك وهو يحدثنا فلدغته عقرب ستة عشر مرة ومالك يتغير لونه ويصبر ولا يقطع حديث رسول الله ﷺ
فلما فرغ من المجلس وتفرق الناس قلت يا أبا عبد الله لقد رأيت منك اليوم عجبًا قال إنما صبرت إجلالًا لحديث رسول الله ﷺ.