مالك ينتظر أحدكم حتى إذا رحل الناس جاء فقال: أقرأ لي، فقد رحل الناس.
فالتفت هاشم إلى مالك فقال أصلحك الله إن تكن حاجة أو أمر تأمر به انتهيت إلى طاعتك ووقفت عند أمرك وفرحت بذلك في نادي قومي، وسدت به على عشيرتي استودعك الله، فإن طاعتك فرض وقولك حكم استودعك الله.
قال مالك مثل هذا طلب العلم، ردوه.
فبعث في طلبه فأتى به فقرأ له ثم انصرف.
قال القروي لما كثر الناس على مالك قيل له لو جعلت مستمليًا يسمع الناس.
قال: قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا
تجهروا له بالقول).
وحرمته حيًا وميتًا سواء.
قال ابن مهدي وما أدركت أحدًا إلا يخاف هذا الحديث إلا مالكًا وحماد بن زيد فإنهما كانا يجعلانه من أعمال البر.
وكان مالك يقول لا ينبغي لأحد عنده علم أن يترك التعليم.
قال مطرف: حضرت مالكًا يأتيه الرجل بالدفتر فيسأله أن يجيزه فيفعل وروى ابن وهب عنه أنه رآه مرة فعله ومرة كرهه وأجاز المناولة وقد كتب ليحيى بن سعيد الأنصاري مائة حديث لابن شهاب فقيل له اقرأها عليك؟ قال كان أفق من ذلك.
قال مصعب وسأله المهدي أن يسمع منه كتبه فقال له هذا شيء يطول عليك ولكن أكتبها لك وأصححها وابعث بها إليك، وكان أكثر أمله أن يقرأ عليه على أحد كتاب الموطأ.
وسمعته يأبى أشد الإباء على من يقول لا يجزي العرض وزعم ابن بكير أنه سمع الموطأ من مالك بقراءة نفسه غير مرة، وقال لمالك غير واحد أرأيت ما قرأته عليك أن أقول فيه حدثنان وأخبرنا.