للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا خير في رفع الصوت في المسجد لا في العلم ولا في

غيره.

أدركت الناس قديمًا يعيبون ذلك.

وقال ابن وهب عنه إذا كثر الكلام كان فيه الخطأ وإذا أصيب الجواب قل الخطاب.

وكان يقول حين يسأل ويستفتى الكلام بالباطل يصد عن الحق.

وقال لابن وهب اتق الله واقتصر على علمك فإنه لم يقتصر أحد على علمه إلا نفع وانتفع، فإن كنت تريد لما طلبت ما عند الله فقد أصبت ما تنتفع به إن كنت تريد بما تعلمت الدنيا فليس في يديك شيء.

وفي رسالة إلى أبي قرة إني أرى الصواب في ترك تعلم المسائل التي قد ينتفع ببعضها إذا كان فيه من المضرة ما يخاف على صاحبها الخطأ والفتنة، فكيف بغيرها من المسائل، التي لا منفعة فيها.

قال ابن وهب قال مالك إنما قبحت ألأشياء حتى يتعدى بها منازلها.

وقال: طلب الرزق من شبهه أحسن من الحاجة إلى الناس.

وقال الزهد في الدنيا طيب المكسب وقصر الأمل.

وقال الناس في العلم اربعة: رجل علم فعمل به فمثله في كتاب الله قوله: إنما يخشى الله من عباده العلماء.

ورجل علم به ولم يلمه فمثله في كتاب الله: الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى. . . . .

الآية.

ورجل علم علمًا وعلم ولم يعمل به فمثله في كتاب الله: إن هم إلا كالأنام.

وقال من عيب القاضي إذا عزل لم يرجع لمجلسه الذي كان يتعلم وأفتى مالك لبعض الشعراء بما لا يوافقه فقال يا أبا عبد الله أتظن الأمير لم يكن يعرف هذا

القضاء الذي قضيته.

بلى.

وإنما أرسلنا إليك لتصلح بيننا فلم تفعل بالله لأقطعن جلدك هجاءًا.

فقال له مالك يا هذا أتدري ما وصفت به نفسك؟ وصفتها بالسفه والدناءة وهما اللذان لا يعجز عنهما أحد فإن استطعت فأت غيرهما مما تنقطع دونه

<<  <  ج: ص:  >  >>