في مجلس أمير المؤمنين؟ فخجل أبو يوسف ثم سأل أمير المؤمنين مالكًا عن مسائل فأجابه فيها فسر بذلك.
وكان في المجلس رجل يقال له سندل فقال إن أبا عبد الله مرة يخطئ ومرة لا يصيب.
فقال مالك كذا الناس.
فلما فكر في قوله غضب غضبًا شديدًا ثم قال يا أمير المؤمنين.
قال الله: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله. . . .
الآية.
وما ظننت أن أحدًا من المسلمين يذكر الله ورسوله فلا يمرض قلبه خوفًا لهما.
قال الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة. . . .
الآية.
فلا عرفتم حق عظمة الله ولا عرفتم قدر رسوله ولا عرفتم حق مجلس أمير المؤمنين ثم قام مغضبًا.
يقول: بليتم وبلي بكم أهل الإسلام وخرج.
فصعب ذلك على هارون وقال لأبي يوسف قم والحق الشيخ وارضه وخرج فوجد مالكًا قد جلس في حانوت صديق له سراج يستريح فيه ابو يوسف على فرس فحل بين يديه، وقال كيف تراني يا أبا عبد الله فنظر إليه وقال مثل قيصر في قومه.
فخجل ومضى.
قال أبو مصعب قال أبو يوسف تؤذنون بالترجيع وليس عندكم عن النبي ﷺ فيه حديث.
فالتفت مالك إليه وقال يا سبحان الله ما رأيت أمرًا أعجب من هذا ينادى على رؤوس الإشهاد في كل يوم خمس مرات يتوارثه الأبناء عن الآباء من لدن رسول الله ﷺ إلى زماننا هذا، أيحتاج فيه إلى فلان عن فلان.
هذا أصح عندنا من الحديث.
وسأله عن الصاع فقال خمسة أرطال وثلث فقال ومن أين قلتم ذلك؟ فقال مالك لبعض أصحابه: أحضروا ما عندكم من الصاع فأتى أهل المدينة أو عامتهم، من المهاجرين والأنصار وتحت كل واحد منهم صاع.
فقال: هذا صاع ورثته عن أبي جدي صاحب رسول الله ﷺ.
فقال مالك هذا الخبر الشائع عندنا أثبت من الحديث.