للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرجع أبو يوسف إلى قوله.

قال معن: دخل مالك على هارون وعنده أبو يوسف فلم يزل هارون يدنيه حتى أخذ بيده وأجلسه إلى جنبه، وجعل يسأله يا أبا عبد الله يا أبا عبد الله.

فقال له أبو يوسف كيف أنت يا أبا عبد الله؟ فأعرض عنه فقال هارون هذا قاضينا.

فأعرض عنه.

وسأله أبو يوسف عن مسألة فلم يجبه.

فقال له هارون أجبه.

فقال مالك وهو معرض عنه إذا رأيتنا جلسنا إلى أهل الباطل فتعالى أجيبك.

قال ابن حنبل: سأل أبو يوسف مالكًا عن مسألة عند هارون، فقال أبو يوسف لهارون قل له يجبني.

فقال ساء ما أدبك أهلك.

ودخل محمد بن عجلان على مالك وكانت فيه حدة.

فقال له وهو قائم: أرأيت الذي يفتي الناس فيه أن محرم رسول الله من ذي الحليفة؟ فقال له مالك: إن جلست فاستمعت كلمتك.

فجلس.

فقال له مالك: أرأيت إن كان ماقلت أن محرم رسول الله من البيداء، أليس يأتي على ذلك ويدخل فيه ما أقول؟ قال بلى.

فقلت أفرأيت ما أقول إن محرمه من المسجد أليس يخرج من ذلك من عمل بما تقول، وقد اختلف في ذلك؟ فالحيطة في مسجد ذي الحليفة والحديث فيه أقوى، وقد قال ابن عمر بيداؤكم هذه التي تكذبون فيها على رسول الله وأكثر الرواية عنه وكان معه في صحبته يدون أفعاله ليفعلها ويستقريها حتى إن كان ليخرج إلأى الحج والعمرة فيتحرى في بعض المواضع التي عرف مواطئ أخفاف راحلة النبي ، وعاش بعده ثلاثًا وستين سنة، ويرى ما فعل أصحاب رسول الله .

فلم يزل يكلمه حتى تبين لابن عجلان قوله.

فقام إلى رأس مالك فقبله.

قال حامد بن يحيى

<<  <  ج: ص:  >  >>