للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذ معوله ضد المالكية: وقد فتح الباب على مصراعيه للقول في مذهب مالك، ثم جاء دور الشافعي الذي كان تلميذاً لمالك وجاب الآفاق باحثاً عن تربة صالحة لمذهب جديد فسافر إلى اليمن والعراق ومصر حيث استقر أخيراً … وكان يعتبر في أول أمره في عداد المالكية ولكنه سرعان ما وجد بعض أنصار الليث متعصبين على مالك، فكتب هنالك رسالته التي طرق فيها نفس الموضوع الذي طرقه الليث، أي إجماع أهل المدينة، الذي هو أحد الأسس المتينة لمذهب مالك (١)، أخذ الشافعي هذا الموضوع وأنكر صحته، كما حاول تفنيده بنفس الطرق المستعملة عند محمد بن الحسن، والليث بن سعد، ورد ردوداً على المالكية يستبعد أن تصدر من خصم فضلاً عن تلميذ لمالك.

استقبل أتباع مالك الشافعي لما نزل مصر وعدوه واحداً منهم حتى إنه كان في ضيافة بني عبد الحكم. ولما رأوه قد تغير عليهم وجاءهم بالرأي كما يقولون. تغيروا عليه … وكانت المعركة في الأول تتجاوز حد الكلام اللاذع أحياناً، من ذلك ما رواه الكندي في قضاة مصر (٢) أن ابن وهب أحد كبار المالكية في مصر قال: سمعت ابن المنكدر يقول للشافعي: كان أمرنا واحداً ورأينا واحداً عندما جئنا إلى هنا، ففرقت بيننا، فرق الله بين روحك وجسدك.

وتحرك أصحاب مالك للرد على الشافعي، فكان أول من كتب في الرد عليه، أحمد بن مروان بن محمد المعروف بأبي بكر المالكي المصري المتوفي سنة ٢٩٠ كتب كتاباً سماه فضائل مالك والرد على الشافعي (٣) كذلك إسماعيل بن إسحاق قاضي قضاة بغداد. كتب: الرد على الشافعي (٤) وتلميذه.


(١) الرسالة ص ١٤٢.
(٢) ط جوتهيل ص ١١٦.
(٣) الديباج ٣٢.
(٤) الديباج ٩٤، ٣٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>