للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأندلسي يحي بن عمر الكناني دفين سوسه، كتب: الرد على الشافعي (١) ومحمد بن سحنون أيضاً كتب كتاباً بنفس العنوان، ومعه أبو عثمان سعيد الحداد، الرد على الشافعي. وكتب ابن المواز الإسكندري كتاب: الرد على الشافعي وعلى أهل العراق. وتقدم كل هؤلاء محمد بن عبد الله ابن عبد الحكم بكتابه: الرد على الشافعي فيما خالف فيه الكتاب والسنة (٢) واشتدت الازمة بين أتباع الإمامين شرقاً وغرباً، وكان العامل الأول بعد الشافعي في إيقاد النار هو أحد تلامذة الشافعي نفسه، وهو الربيع بن سليمان المرادي، كاتب الأم وواضع الردود القارصة على المالكية (٣) ويصعب جداً أن تكون تلك الأقوال صادرة من الشافعي . وجاء في آخر هذا العصر ابن حزم الأندلسي، الذي وان كان ظاهرياً إلا أن مذهبه ما هو إلا إغراق في الشافعية، وجرد قلمه ولسانه على مالك كما جرده على أبي حنيفة، وأخذ في ثلب المذهب وأتباعه لاسيما قاعدتهم الكبرى: العمل بعمل أهل المدينة، فأخذ يعد مثالبها وأنها بلد أكابر المنافقين والكفرة الفجرة وأن لا فضل لها على اية مدينة اخرى من مدن الدنيا. ناسياً أو متناسياً الأحاديث الصحيحة الواردة في فضلها والآيات القرانية الكريمة (٤) وتأزمت الحالة على المالكية بالمشرق، وحتى نفي أحد أعلامها وهو القاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي، نفاه أبو حامد الإسفراييني الشافعي، الذي قاومه كما قاوم بعنف كبير، أبا بكر الباقلاني. وكان الفاطميون بمصر يشدون عليهم الخناق والموحدون ينظرون اليهم شزراً. فقام عياض بن موسى اليحصبي كرد فعل لكل هذا متحدياً بكتابه المدارك خصوم المالكية شرقاً وغرباً … ويعتبر كتابه كما يقول أستاذنا (Brunshvig) بناية ضخمة


(١) الديباج ١٢٨
(٢) الديباج ٢٣٦
(٣) انظر الأم [جـ] ٧ صفحات ١٧٧، ١٨٣، ١٨٦، ٢١٤، ١٥ وهنا وهناك.
(٤) الاحكام لابن حزم [جـ] ٣ ص ٢٠٣، ٢٠٠، ٢١٧. [وجـ] ٧ ص ١٧٠، ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>