للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقيمت على شرف والمجد المالكية (١) في عصورها المختلفة. يبتدئ المؤلف كتابه الضخم بعد المقدمة بإظهار فضل علم أهل المدينة وترجيحه على غيرهم، بمنطق وحجج مع اطلاع واسع على الفقه والحديث واختلاف الناس، مدافعاً عن نظرية المالكية في العمل بعمل أهل المدينة هذا الموضوع الذي أثار نقمة الخصم والجميع فيه إلب عليهم: «اعلموا اكرمكم الله، أن جميع أرباب المذاهب من الفقهاء والمتكلمين وأصحاب الأثر والنظر إلب واحد على أصحابنا، على هذه المسألة مخطئون لنا فيها بزعمهم محتجون علينا بما سنح لهم، حتى تجاوز بعضهم حد التعصيب والتشنيع إلى الطعن في المدينة وعد مثالبها (٢)، وهم يتكلمون في غير موضع خلاف. فمنهم من لم يتصور المسألة ولا تحقق مذهبنا فتكلموا فيها على تخمين وحدس، ومنهم من أخذ الكلام فيها ممن لم يتحققه عنا، ومنهم من أحالها وأضاف إلينا ما لا نقوله فيها، كما فعل الصيرفي والمحاملي والغزالي، فأوردوا عنا في المسألة ما لا نقوله، واحتجوا علينا بما يحتج به على الطاعنين على الإجماع». ويأخذ عياض في الرد عليهم بمنطق أرسطاطاليس، ضارباً في ذلك الأمثلة، موضحاً رأي المالكية ومستنداتهم الشرعية، وأن عمل أهل المدينة لم يعمل به مالك وحده، بل عمل به الصحابة والتابعون وتابعوهم، ومالك أحدهم. فهو في عمله هذا متبع لسنة مضت لا مبتدع في دين الله. ثم يأتي بما دار بين المالكية وبين خصومهم في هذا الموضوع لاسيما الشافعية ويرد على أقوالهم قولاً قولاً. ثم يأتي بباب في ترجيح مذهب مالك على المذاهب الأخرى مستعملا الحجج المنطقية المسكتة كأن يقول: «أبو حنيفة ترك نصوص الأصول وتمسك بالمعقول، وآثر الرأي والقياس


(١) وما بعدها. Polemiques، autour du rite de Malik، in Revue al Andaluss pp. ٣٧٧.
(٢) يعني بذلك ابن حزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>