إلى خيرة الأصحاب والتابع الذي … به وصلته في الكتاب الذرائع
وجاء لقبر فيه أكفان مالك … أفاويقه والمسبلات المدامع
فنعم أمام العلم والكوكب الذي … أتى نوره في صفحة الدين ساطع
عقيد الهدى فينا ومصباح ديننا … ومن قوله بالحق والرشد واقع
ومن عروة الإسلام في بطن كفه … هي العروة الوثقى وبالحق ساطع
ومن هو خير الناس والعلم هديه … ومن عنده أركانه والشرائع
فإن لم تكن قضى الله صاحبًا … فإنك للأمي بالحق تابع
أقمت لنا دين النبي محمد … وجاريه والصهرين مذ أنت يافع
وعلمك أعلى العلم فرعًا ومخرجًا … كذا كل علم دونه متواضع
إذا قرع الآذان سويت قلبها … وأصغت إليه بالرقاب المسامع
وما علم من لم يستمع قول مالك … ولم يعتقده قلبه فهو صائغ
ولم يهد بالبرهان من علم مالك … وما طويت أخباره والجوامع
لعمري قد أورثتنا العلم خالصًا … وقد أوحشت منك الديار البلاقع
تعلت إلينا عن مصابيح ديننا … بتوفيق رب فضل جدواه واسع
فإن لم تكن فينا فعلمك بيننا … ندافع عنه من نشا ونصارع
بكل بيان من كتاب وحجة … لها في قلوب المؤمنين مواقع
ستبكيك أرض الناس والناس فوقها … وتبكيك في الجو النجوم الطوالع
وحكى التستري أن أبا المعافى سجنه والي المدينة العباس بن محمد في أمر رجع إليه فكتب إلأى مالك رحمه الله تعالى بشعر يقول فيه:
ألا أن عمر العلم في عمر مالك … فلا زال فينا صالح الحال مالك