للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال صلى الله على محمد. هذا الزمان الذي كان يحدث به أنه لا يلي الصدقات إلا المنافقون من هذه الأمة. فقام رجل من أهل العراق فلطم المسكين لطمة خرج منها لوجهه. فجعل يصيح يا أبا محمد يا إمام المسلمين يفعل بي هذا في مجلسك. فقال ابن وهب: ومن فعل هذا؟ قال العراقي أنا أصلحك الله. فعلته للحديث الذي حدثتنا: أن النبي قال: من حمى لحم مؤمن من منافق يغتابه حمى الله لحمه من النار وأنت مصباحنا وضياؤنا. يغتابك في وجوهنا؟ فقال: لأحدثنكم بحديث. إن النبي قال في آخر الزمان يكون مساكين يقال لهم الغناة كذا لا يتوضأون لصلاة ولا يغتسلون من جنابة، يخرج الناس من مساجدهم وأعيادهم يسألون الله من فضله، ويخرجون يسألون الناس، يرون حقوقهم على الناس، ولا يرون حقوقهم عليهم حقًا.

وكان ابن وهب يقول: من قال في موعد إن شاء الله فليس عليه شيء. وطلب ابن وهب من مالك كحلًا، فقال لجاريته أعطي من الكحل لصديقي المصري. قال فأتوه بأنبوبة أو أنبوبتين. قال الربيع صاحب الشافعي: جئنا عبد الله بن وهب للسماع واجتمع على بابه خلق كثير، فقام ليفتح، فلما فتح ازدحمنا للدخول فسقط وشج وجهه، فقال ما هذا إلا الخفّة وقلة الوقار ونحو هذا، والله لا أسمعتكم اليوم حرفًا. ثم قعد وقعدنا. فلما رأى ما بنا من الهدوء، قال

<<  <  ج: ص:  >  >>