للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنه كان لا يفعل ذلك، ولا يشتهيه، من الورع. قال: وسمعت ابن القاسم يقول: ما كذبت منذ شددت على مئزري. يعني: الحلم.

قال يحيى: وما كان أخلقه بذلك. قال يحيى: سمع رجلان من أهل الاندلس على ابن القاسم وكتبا عنه بما أفتاهما. قالا له: تشهد لنا رجلًا من أهل بلدنا بما سمعنا منك؟ فأنكر ذلك وقال: لا خير في قوم لا يصدقهم أهل بلدهم فيما ينقلون إليهم إلا بلبينة. قال يحيى: ولما قرأ أسد على ابن القاسم الأسدية وضع أشهب يده في مثلها، فخالفه في جلها، قال الفقيه القاضي أبو الفضل عياض رضي الله تعالى

عنه: وهي المعروفة بمدونة أشهب، وبكتب أشهب. فقلت لابن القاسم: يا أبا عبد الله لو أعدت نظرك في هذه الكتب، فإن صاحبك قد خالفك فما لائمك عليه أقررته، وما خالفك فيه، أعدت النظر فيه، فقال: افعل إن شاء الله، فلما تقاضيته بعد أيام في ذلك فقال: يا أبا محمد نظرت في مقالتك، فوجدت إجابتي يوم أجبت، لله وحده، فرجوت أن أوفق، وإجابتي اليوم إنما تكون نقضًا على صاحبي، فأخاف أن أوفق، وإجابتي اليوم إنما تكون نقضًا على صاحبي، فأخاف أن لا أوافق في الأمر فتركته.

قال يحيى: وكان طول ما يقرأ عليه، رافعًا إصبعه مبتهلًا إلى اله تعالى في التوفيق والسلامة، قال: وتذاكرنا يومًا مع ابن القاسم هذا الأمر بكلنا، قال: لاورع أشد ما في هذا الدين. فقال ابن القاسم ما هو عندي كذا. فقلت له يا أبا عبد الله وكيف ذلك. فقال: أنا أمرنا ونهينا فمن فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه فذاك أورع الناس، فقيل له: يا أبا عبد الله، لقد خف عليك ما ثقل على غيرك، فأي شيء وجدت من هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>