للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشهد جنازة لأحد، ولا يخرج من المسجد. وذكر حديث سليمان بن القاسم لا تحمل لغيرك ما لا تحمله لنفسك على نفسك. قال، وكان سبب موت ابن القاسم أنه اغتسل بماء بارد، بمدين ولم يرد أن يسخن له منها، لأنها كانت غصبًا لبعض بني أمية. قال سحنون، قمت يومًا في المسجد الحرام أشرب ماء، فقال ابن القاسم من أين تشرب؟ قلت، أليس في الفيء قدر أشرب به ماء. قال وأي فيء بمكة.

إنما هي صدقات. قال سحنون، أشترى عبد الصمد الأطرابلسي لابن القاسم جارية ثم أخرى، لم يتخذ غيرهما حتى ماتتا، لما ماتت الأولى أرسل إليه يشتري له جارية صقلبية كما تقول. فاشتراها له وبعثها له، وهي أم ابنيه. وسيأتي ذكرهما بعد هذا. وكان عبد الصمد هذا نم العباد، لزم المحرص باطرابلس، قال ابن وضاح وإنما قصد للصقالبة لأنهم لا عهد لهم، قال، وحكى أبو محمد بن أبي زيد ابن القاسم كان يتصدق بنصف قوته، يعمله كعكًا صغيرًا فإذا وقف به السائل أعطاه كعكة صغيرة، كما عملت. وأنه باع نصف قوته سنة فاشترى به تمرًا يعطي السائل تمرة. قال أبو محمد: كأنه رأى أن هذا أقل للمتكلف وأزكى في القدر لإشفاقه من رد السائل بغير شيء وهذا بقدر النية. وقال ابن وهب حين مات ابن القاسم: كان أخي وصاحبي في هذا المسجد منذ أربعين سنة. ما رحت رواحًا ولا غدوت غدوًا قط إلى هذا المسجد إلا وجدته سبقني إليه. وحكى عن أبن

القاسم أنه كان يقرأ عليه الموطأ إذ قام قيامًا طولًا، ثم جلس. فقيل له في ذلك فقال: نزلت أمي تسأل حاجة، فقامت وقمت لقيامها، فلما صعدت جلست. قال: فسرَّت. قال سحنون: لما حججت كنت أزامل عبد الله بن وهب، وكان معنا أشهب

<<  <  ج: ص:  >  >>