فكتبه عنه، فقطعها على باب داره، وأصبح على باب داره منه شيء كثير، واعتذر عنه من أنصف، إنما أراد فتّاك الجند الذين أفسدوا البلد. قال ابن أبي حسان: رأيت هارون الخليفة وهو يسعى بين
الصفا والمروة، فمشى في بطن الوادي ونسي السعي، فلما جاوزه ذكر فرأيته رجع القهقري، حتى رجع إلى ما دون بطن الوادي، ثم سعى في بطنه واستدرك ما فاته، فأعجب ذلك من حضره من العلماء. ولما أصلح زيادة الله جامع القيروان، قال ابن أبي حسان: عاد المسجد مضريًا. لأن مختطه عقبة القريشي، وزيادة الله تميمي وهما مضريان. وكان حسان بن النعمان الغساني، ويزيد ابن حاتم الأزدي، قد جدداه قبل زيادة الله، فقال له: ابن أبي حسان: إبل عثرت أحلاسها. وقال له مرة: محونا أثاركم من الجامع. وقال: الأصل لنا، والفرع لكم. قال ابن أبي حسان وجه إليَّ زيادة الله، وعنده قاضياه أبو محرز وأسد يتناظران في النبيذ، وأبو محرز يحله وأسد يحرمه. فقال ما تقول في النبيذ الشديد، فقلت قد علمت سوء رأيي فيه، وهذان قاضياك وهما فقيها البلد يتناظران فيه. فقال لا بد لك أن تقول أنت. وقال لهما: اسكتا فقلت أعوذ بالله عقل يساوي ألف درهم، يزيله من النبيذ ما يساوي درهما. وقال لي: ثم يعود. قلت بعد انكشاف السوءة للأم، والعورة للأب، وفي رواية: بعد أن قاء في لحيته، وكشف عورته لأهله وقتل هذا. وضيف هذا. قال: صدقت. كذا ذكر أبو علي