الرجلين للآخر قد نبهناه عن دخوله إليه، فلم يفقه. ثم قالا معنا شيء من زادنا فأخرجا خبز شعير ودجاجًا وزيتونًا، فأكل من حضر، ولم يأكل هو منه. إذ كانت بعض أرواح يضر بها هذا الطعام. وسأله رجل. أنه كان يرى أنه يحرث في حفر، ففسر أبو خارجة وقال: هذا رجل يطلب الصبيان. وكان أبو خارجة يقول اللهم أمتني قبل أن يخرج من ها هنا قوم ينبحون
نباح الكلاب، يشير نحو أرض المغرب. وكان بنى مسجد عظيمًا فيه نحو عشرين سارية عظامًا. فقالوا له من يرفع هذه السواري؟ قال الذي خلقها. فأصبحت السواري مرفوعة، ورؤوسها عليها. قال ابن مسكين: كان عندنا رجل له تابع فقال له يومًا: لأخوفن أبا خارجة. فنهاه صاحبه. فقال لأفعلن. فلما كان في الليل ركب أبو خارجة إلى منزله، فلقيه خيال، ثم عرض له شخص، فقصده أبو خارجة إلى منزله، فلقيه خيال، ثم عرض له شخص، فقصده أبو خارجة وجعل يضربه، ويفر منه، وهو يصيح، حتى غاب في الزيتون فذهب أبو خارجة. فأتى التابع صاحبه، وهو مما به أخبره، فقال: قد نهيتك. قال وكان أبو خارجة يصلي من الليل في مسجدٍ استضافه أهله، فبينما هو يصلي، نظر في ركن المسجد، وأراه بعد غلقه إلى شيخ قائم يصلي، فلما سلم أبو خارجة استل سيفه فهزه وقصده ويقول: أعلي تجسر، فاستمع منه وذهب! وكان يقول: لا تذهب الأيام والليالي حتى تمحى كتب أبي حنيفة. فكان كذلك أيام سحنون ومن حكمه قوله: ثلاثة من أعلام الإحسان كظم الغيظ، وحفظ الغيب، وستر