فيه، تفكري في عضيم ما له خُلقت. فكان زونان يردد هذا، في كلامه ويعجب به. وقال له مرة أخرى: يا أبا الحسن ليتني أن أزحزح عن النار، على أن لا أسمع بذكر الجنة. وليحيى وصية لطلبة العلم مشهورة.
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما
قال القاضي الإمام أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض رضي الله تعالى عنه. قد انتهى بنا القول في الطبقات الثلاث من أصحاب مالك، الذين أخذوا عنه، وسمعوا منه منتهاه، وبلغ بنا الذكر بعون الله تعالى تعيين ما نصحنا عليه مداه، واستوفينا من أخبارهم ومختلف أحوالهم، ما شرطناه. فلنعج على من بعدهم من أتباعهم، ورواتهم الملتزمين مذهبهم، الناهجين في التفقه على مذهب مالك، نهجهم.
وأن كان منهم من قارن الطبقة الوسطى والصغرى من أصحاب مالك، ومن تقدم بعضهم من الزمان، ولكن قدمنا أولئك لمرتبتهم لصحبة إمامهم، وجئنا بهؤلاء. ثم بمن جاء بعدهم، إلى زماننا. مرتبًا لهم على طبقاتهم، في تقدم الزمان، وتأخره ذاكرًا لكل واحد ما بلغني علمه، من مفيد شمائله، وخبره. والله المعين لا رب غيره.