للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به، فطرحه البغل الشموس فمات. وكان في طريقه نزل تحت شجرة، والرسول الذي جاء به تحت أخرى، فأتى رجل إلى سحنون بقصعة ثريد، عليها دجاجة، فأكل سحنون ولم يدع الرسول. فعاتبه في ذلك، وقال له: أحسنت صحبتك، وتفعل هذا معي. فقال له سحنون: ليس في السنة أن أدعوك إلى طعام غيري، ولو كان لي لفعلت. قال القاضي أبو الفضل عياض رضي الله تعالى عنه: ما قال سحنون صواب. ولكن لا أدري لم يستأذن. ربّ الطعام في أكله معه، كما فعل عليه

الصلاة والسلام. ولعله فعل ذلك، ولم يأذن له. والله أعلم وفي هذا الخبر قال: كان سحنون يقول في طريقه: الذين قال لهم النّاس إنّ النّاس قد جمعوا لكم. . . الآية. وحكى، أنه لما دخل سحنون على ابن الأغلب، قال له سحنون: قد كنت خائفًا، حتى دخلت عليك. فأمنت بالله. وكان ابنه محمد، قد توارى معه. فلما أتى باب القصر، نفر الشرط إلى انتهابه، فأخذ لجام دابته، فلما دخل على الأمير قال له: تكلم. فقال: إنما يتكلم من معه عقله، وأما أنا فقد ذهب. فسأله، فأعلمه بما جرى عليه. فأمنه. وأمر بصرف لجامه. قال ابن وضاح: دخلت مصر، فلقيت الحارث بن مسكين، فسألني عن سحنون، فقلت له: إنه مغموم من قبل الأمير. فقال الحارث: قال الأوزاعي: قال رسول الله : إذا أحب الله عبدًا سلط عليه من يؤذيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>