للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير جمع له قواده، وقاضيه ابن أبي الجواد وغيره. وسأله عن القرآن، فقال سحنون: أما شيء أبديته في نفسي فلا. ولكني سمعت من تعلمت منهم، وأخذت عنهم، كلهم يقولون: القرآن

كلام الله غير مخلوق. فقال ابن أبي الجواد: كفى فاقتله، ودمه في عنقي. وقال غيره: مثله. ممن يرى رأيه. وقال بعضهم: يقطع أرباعًا، ويجعل كل ربع بموضع في المدينة. ويقال ها جزاء من لم يقل بكذا. فقال الأمير لدواد بن حمزة: ما تقول أنت؟ قال: قتله بالسيف راحة. ويقال قائل هذا، علي بن حميد والحضرمي. ورجال أهل السنة من أصحاب السلطان، ولكن قتل الحياة. نأخذ عليه الضمناء، وينادي عليه بسماط القيروان: لا يفتي. ولا يسمع أحدًا، ويلزم داره. ففعل ذلك. وأخذ عليه عشرة حملاء. ويقال أن ابن أبي الجواد: هو الذي أمر بأخذ الحملاء عليه، حتى يتبين عليه، فرجع، ففعل ذلك وأمر الحرس أن يأخذوا ثياب من دخل عليه. قال سهل فدخلت عليه، ومعي دراهم أشتري بها ثيابي من الحرس، إن يأخذوا. فعافاني الله. فقلت: البدعة فاشية، وأهلها أعزاء. فقال: أما علمت أن الله إذا أراد قطع بدعة أظهراها. قال جبلة: ولما قرب سحنون في قصته هذه من القصر، لقيه في الموالي رجل سكران، على برذون، بيده قناة فأدخلها بين رجلي برذون سحنون، ليثب بسحنون ليقتله، فتحامل برذون السكران به، وقفز. فدخل زج القناة في صدر المولى. فمات وسلم سحنون. وقيل: بل الأمير أوصى إنسانًا بركوب بغل شموس، وقال له اصدم به سحنون بعد أن تحميه، فلعل الله يريحنا منه. فلما قرب سحنون من القصر، فعل الرجل ما أمر

<<  <  ج: ص:  >  >>