للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن حبيب يومًا بغلس حرصًا على الاقتباس منه، واستأذنت عليه، فأذن لي، ودخلت. فإذا به جالس في مجلسه،

عاكفًا على الكتب، قد أحاطت به. فنظر فيها والشمعة بين يديه تقد، وطويلة عليه، فسلمت فرد علي، وقال لي: يا يوسف أوَقد انسلخ الصبح. قلت: نعم، وقد صلينا. فقام الى صلاة الصبح، فصلاها، ثم رجع الى مقعده. وقال: يا يوسف ما صليت هذه الصلاة إلا بوضوء العشاء الآخرة. قال المغامي: كانت لابن حبيب قارورة، قد أذاب فيها اللبان في العسل، يشرب منها كل غداة على الريق، للحفظ. وكتب ابن حبيب، الى الرشاش الأديب يستهديه مدادًا، ووجه إليه بقارورة كبيرة.

احتجت من حبر الى سقيه … فأمدد لنا منه مرساك

وابعث وإن قل به طيبًا … ولا تكن دونًا فنلحاك

ولا تهولنك قارورتي … فإنها أقنع من ذاك

وأنشد له الزبيدي:

صلاح أمري والذي أبتغي … هين على الرحمن في قدرته

ألف من الصفر وأقلل بها … لعالم أوفى على بغيته

زرياب قد يأخذها قفلة … وصنعتي أشرف من صنعته

ويروى فأخذها زرياب في نومه وأنشد له ابن الفرضي قصيدة كتب بها الى أهله من المشرق، سنة عشرين ومائتين:

أحب بلاد الغرب والغرب موطني … ألا كل غربي إليّ حبيب

<<  <  ج: ص:  >  >>