للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيا جسدًا أضناه شوق كأنه … إذا نضيت عنه الثياب قضيب

ويا كبدًا عادت رفاتًا كأنها … يلدغها بالكاويات طبيب

بليت وأبلاني اغترابي ونأيه … وطول مقامي بالحجاز أجوب

وأهلي بأقصى مغرب الشمس دارهم … ومن دونهم بحر أجشّ مهيب

وهول كريه ليله كنهاره … وسير حثيث للركاب تنوب

فما الداء إلا أن تكون بغربة … وحسبك داء أن يقال غريب

فيا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة … بأكناف نهر الثلج حين يصوب

وحولي صِحابي وبنتي وأمها … ومعشر أهلي والرؤوف مجيب

ولما بلغه من تحامل الفقهاء عليه، ما شق عليه كتب الى الأمير عبد الرحمن: أسبغ الله على الأمير كرامته، وأعلا في الجنة درجته، أن العذري، أكرم الله الأمير، قال أبياتًا أعجب بها العلماء، ما فيها مثل يضرب على الأمير في خاصة نفسي واليسير من التعرض يكفي غيره من التصريح، كما قال الشاعر:

لذي اللهب قبل اللوم ما تقرع العصا … وما علم الإنسان إلا ليعلما

وهي:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه … فالقوم أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلنَ لوجهها … حسدًا وبغيًا إنه لدميم

يلقى اللبيب مشتمًا لم يحترم … شيم الرجال وعرضه مشتوم

<<  <  ج: ص:  >  >>