للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الى وقت الطست. فقالت له: يا مدبر، ما الذي يصلك إليه؟ فقال لها: اسكتي. فلما سمعت الطست، أخبرته. فقال الكفيف: يا قاضي. قال الله تعالى: ويؤثِرون على أنفُسهم الآية. وقال: إنما نُطعِمُكم لوجه الله الآيات. فصاح القاضي وقال يا غلام: خذ هذا الخوان وامض معه به، حتى توصله الى در هذا المتكلم. ففعل. وحكي أن رجلًا من الرهادنة، بينما هو جالس في دكانه، طلعت إليه امرأة، فقالت له: بع هذا المتاع. وهو جبة وشي وطيلسان، ونعل طائفي، وقلنسوة. فأخذها وقال: هذا لا يصلح إلا بابن طالب.

فمضى بهما إليه، وأخبره. وقال له استقص وادفع لها الثمن. وإذا بذلك كسوته للجمعة. جاءته المرأة، فلم يكن عنده ما يدفع لها غير ذلك. وكان يتصدق بحلى

سرجه، وسيفه. قال ابن حارث: وأتاه رجل من أهل البادية، فشكا إليه الإقلال، فكتب له الى أبي ابراهيم في ضيعته، أن يدفع له خمسين قفيزًا من زيت. فلما وصل الى أبي ابراهيم بالكتاب، ضجر على الرجل وقال له إنا لم نعصر بعد، وهو يبدأ بتفريقه. ما عندي ما نعطيك. فرجع الرجل إليه، فأعلمه. فكتب إليه أن يدفع له مائة قفيز. فزاده ضجره. وقال له: اذهب بسلام. فرجع الرجل إليه، فأعلمه. فكتب إلى أبيه: ادفع إليه مائة قفيز. فوَالله لئن رجع إلي لأدفعنّ إليه غلة العام أجمع. وأكرمه رجل في طريقه، ولم يعرفه. فقال له: سل في القيروان عن دار ابن طالب. فلما وصل الرجل دفع إليه خمسة آلاف درهم، وعشر خلع.

وأهدى إليه رجل من البادية خبز سلت، فدفع إليه خمسة مثاقيل، فقيل له: إنما تَسوى درهم. فقال: كلا. ولكن رجا هذا أفضالنا، فحققناه. قال أبو محمد بن سعيد بن الحداد، عن بعضهم: وصل إليّ من مال ابن طالب بآية من القرآن، نحو من سبعين دينارًا. كنت إذا رأيته داخلًا الى مجلس قضائه، قمت نحوه،

<<  <  ج: ص:  >  >>