للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحبسه، وولاه القضاء. قال يحيى بن عمر: كان ابن رزين، يخرج في حضرتي، من تحت حصير جلوسه دراهم، لنفقته. بعد أن فتشته قبل أن يقعد عليه. ولم أرَ تحته شيئًا. وكان يحيى جليلًا في قلوب الناس، عظيمًا في أعينهم. قال ابن اللباد: كان يحيى بن عمر، من أهل الصيام، والقيام. مجاب الدعوة. له براهين. قال الحسن بن نصر: ما رأيت أهيب منه، قيل له فابن طالب؟ قال: كانت له هيبة القضاء. وكان الكانشي يقول: ما رأيت مثل يحيى بن عمر. وما رأيت أحفظ منه. كأنما كانت الدواوين في صدره. قال: واجتمعت بأربعين عالمًا. فما رأيت أهيب لله من يحيى بن عمر. قال: وأنفق يحيى في طلب العلم. ستة آلاف دينار. قال الأبياني: ما رأيت مثل يحيى في علمه وورعه، وكثرة دعائه، وبكائه، وكان حريصًا على أهل العلم، يحرض طالبه، ويشرف الوصف أن يقصر، والله عن يحيى وفضله. وما يجهل أمره إلا جاهل. وكان يحيى، ألّف كتابًا في النهي عن حضور مسجد يوم السبت. وكان مسجد ربض المتبتّلين بالقيروان.

وأن يجمع إليه جماعة من أهل الصلاح والفقه والرقة. ويقرأ فيه القرآن. وتنشد فيه أشعار الزهد. فصلى المغرب، رجل مع يحيى، فلما أكمل الصلاة قرأ: ومَن أظلَمَ ممّن منع مساجدَ الله أن يُذكَر فيها اسمه الآية. فبكى يحيى بن عمر ثم قال: اللهم إنه لم يقرأها لوجهك. وإنما أراد بذلك نقضي. فلا تُقِل له عثرة. فوالله ما حمل الرجل من مكانه إلا ميتًا. ويقال: إنه مات من ليلته. قال

<<  <  ج: ص:  >  >>