للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السّدي: سمع عليه خلق عظيم، من أهل القيروان في الجامع بالقيروان. وكان إذا انصرف من الجامع تبعه الناس، وبينما هو يوم يُسمِع الناس في خلق عظيم، جاءه كتاب من أبي زكريا يحيى بن زكريا الأموي. فلما فكه سكت القارئ، وقال لمن حضر: صاحب هذا

الكتاب مَن جدّه على جدّي بالعتق. ذكر ذلك تواضعًا منه لله تعالى. وحكي أنه مرّ على محلة قوم، يكبرون أيام العشر، فنهاهم، وقال: هي بدعة. فلم ينتهوا. فيقال إنه دعا عليهم، فصار موضعهم بعد خرابًا.

قال الزويلي: كان يحيى بن عمر ينصب له كرسي في الجامع، للسماع. فيجلس عليه، ليسمع الناس. وما علمت أنه عمل ذلك غيره. قال أبو الحسن اللواتي: كان عندنا يحيى بن عمر بسوسة، يسمع الناس في المسجد، ويمتلئ المسجد، وما حوله. فسأله من بعُدَ عن إسماعهم فقال: يجزئهم. وقد ذكر سليمان بن سالم أن بعض أصحاب سحنون، نام حتى قرأ القارئ ما شاء الله. ثم انتبه. قال: فاختلفنا في سماعه. فسألنا سحنون فقال: إذا جاء للسماع وله قصد، فهو يجزئه. وقال يحيى بن عمر لبعضهم. لا ترغب في مصاحبة الإخوان، وكفاك من ابليت بمعرفته، أن تحترس منه. انفردوا بأهل العلم. وكان فرات، يطعن في سماع يحيى، الموطأ من ابن بكير، ويحلف على ذلك، ويقول: إنه كان ملازمًا لابن بكير، حتى مات. وإني لأنصرف من جنازته، إذ نزل يحيى بن عمر، في موكب فسلّم علي، وسألني عن ابن بكير. فقلت هذا منصرفي من جنازته. فاسترجع، وقال: فاتني الشيخ. قال الإبياني: فذكرت قول فرات للقمان بن يوسف، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>