للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخبر وصل الى ابن شعبان، وحرض على رؤيته. فقال ابن شعبان: هو أبو العباس الإبياني، ما عدى النيل منذ خمسين سنة أعلم منه. فقال كافور: يطلق. فقال الناس، يبيعون في السوق إن شاءوا ومما أردنا اشترينا. فكثر دعاء المغاربة لأبي العباس. وعرف أبو العباس بمقال أبي إسحاق.

فركب إليه. فلما رآه أبو إسحاق، وثب من مجلسه، فأجلسه فيه. ثم ذاكره في أشياء. ثم قال له: أنت اليوم ضيف. فقال له أبو العباس: تعلم أنه لا ضيافة على أهل الحضر. فقال أبو إسحاق: قال ابن عبد الحكم: عليهم الضيافة. ثم قال أبو إسحاق: وهل لك في لمذاكرة. فقال له: ذلك إليك. فقال له: أو ندع للصلح موضعًا. فقال له ذلك إليك. وقيل إن أبا إسحاق ألقى عليه، لما أكمل الصلاة في

الجامع، عشر مسائل. فأجابه في تسع، وأخطأ في العاشرة. وقال بعضهم: بل ما أجاب به، كان الصواب. والمسألة: المدبّر يقرّ بالجناية في حياة سيده، ثم يموت سيده. والجواب فيه: أنه ينظر، فإن كان قد اختدمه سيده، بمثل ما يختدمه المجني عليه، في حياته، فلا شيء على المدبر، وإن كان اختدمه السيد بمثل نصفها، بقي عليه نصف الجناية. وعلى هذا الحساب قال عبد الله بن أبي رزيق. قال أبو العباس: تحبّ إن نفاه قلت: نعم. قال: فلتكن نفسك عندك أهون من الزبل، الذي على المزبلة. وكان اسماعيل أشخص فيه ليوليه القضاء. فعرضه عليه، فامتنع. فأوقفه اسماعيل أيامًا، يقتفي أمره، ويدسّ عليه من يسمع كلامه، وأدخله على نفسه. فدخل عليه في زي بدوي، حافيًا، ونعلاه في يده. وكان قد سبق الى السلطان، من قدم من أحواله.

فلما رآه السلطان بتلك الهيئة، صدّق ما

<<  <  ج: ص:  >  >>